نشأ بـ
الشام ثم تنقل في البادية السورية يطلب الأدب وعلم العربية. ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ الموافق 921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، فقد اتجه الى الشام ليعمق تجربته في الحياة وليصبغ شِعره بلونها، أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن مواجهة الحياة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل إلى بغداد برفقة والده، وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يتصلب عوده، وفيها تعرف على الوسط الأدبي، وحضر بعض حلقات اللغة والأدب، ثم احترف الشعر ومدح رجال الدولة . ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم و يمدحهم، فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص وحلب . دخل البادية فخالط الأعراب، وتنقل فيها يطلب الأدب واللغة العربية وأيام الناس، وفي بادية الشام والبلاد السورية التقي الحكام والأمراء والوزراء والوجهاء ، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح الأمراء والوزراء وشيوخ القبائل والأدباء .
يقال إن والده الحسين سماه أحمد و لقبه بأبي الطيب، ويقال إنه لم يعرف أمه لموتها وهو طفل فربته جدته لأمه.
دس خصومه في نسبه الدسائس، و قويت الآراء المتناقضة في نسبه الأمر الذي جعله لم يشر إلى أبيه في شعره أبداً. و الغالب أن طفولته كانت تتميز بالحرمان ، و بالتنقل في
العراق و
الشام حيث كانت الفتن تمور.
بالنسبة للقبه فتوجد عدت روايات ومنها:
- أنه إدعى النبوة في بداية شبابه، في بادية السماوة، و لئن كان قد جوزي على ادعائه بالسجن بأمر من والي حمص بالشام ونائب الإخشيد الذي كان اسمه لؤلؤ. كان السجن علامة واضحة في حياته وجداراً سميكاً اصطدمت به آماله وطموحاته، فأخذ بعد خروجه منه منهك القوى يبحث عن فارس قوى يتخذ منه مساعداً لتحقيق طموحاته.
- يرى أبو العلاء المعري في كتابه معجز أحمد أن المتنبي لقب بهذا من النبوه، و هي المكان المرتفع من الأرض، كناية عن رفعته في الشعر. لا عن إدعائه النبوه.
- نسب إلى أبو سالم بن شبلي الرقايقي (جبرين)